للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلب وبصيرته.

فالقدر المشترك بين ما فطر عليه القلب من معرفة الحق، وبين وظيفة التعقل هو: أن كلا منهما قوة للمعرفة.

قال الراغب الأصفهاني: "وفطرة الله هي ما ركز فيه من قوته على معرفة الإيمان"١.

وتقدم كلام ابن القيم في أن الفطرة: "قوة تقتضي معرفة الحق ... ".

وهذا يؤكد وجود علاقة بينهما، هذه العلاقة هي:

إن ما ركز في قلوب العباد من القوة على معرفة الحق، هو الأصل لوظيفة التعقل في قلوب المؤمنين المنورة المبصرة.

أما قلوب الكفار فهي مظلمة، قد حُرفت فطرهم وبُدلت، وانصرفوا عن إفادتها للحق. وفسد تعقلهم.

ومما يؤيد هذه العلاقة بين ما فطر الناس عليه من القوة على معرفة الحق، وبين وظيفة التعقل، التشابه بين دوريهما في القلب، وذلك أن القدر المشترك بين دوريهما هو:

أن كلاً منهما واسطة لإدراك الدلائل الخارجية الواصلة من السمع والبصر إلى القلب.

وهو دور يشبه دور الفتيلة التي توصل بين الزيت وشعلة المصباح.


١المفردات في غريب القرآن ص (٣٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>