للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى أن الفطرة أصل للتعقل والنظر، حيث قال: "البرهان الذي يُنال بالنظر فيه العلمُ، لا بد أن ينتهي إلى مقدمات ضرورية فطرية ... "١.

وبناء على هذا فإن الأقرب - والله أعلم - مقابلة فتيلة المصباح بتعقل المؤمن القائم على الفطرة السليمة.

فوظيفة التعقل عند المؤمن، تتشرب العلم الذي يصل إليها من السمع والبصر اللذين يتلقيان نصوص الوحي المبارك، كما أن الفتيلة تتشرب الزيت الذي يؤخذ من الشجرة المباركة.

فباستنارة القلب يستنير تعقله وتلك بصيرته، ويستنير تبعاً لذلك سمعه وبصره وفكره، حيث ينتفع بها، ويصح إدراكه وتعقله لما تؤديانه إليه من المعلومات.

وخلاصة القول فيما يقابل أجزاء المصباح:

إن الفتيلة في المصباح يقابلها في الممثّل له - قلب المؤمن - تعقل المؤمن القائم على الفطرة السليمة.

ويقابل الزيت - الوقود - العلم الواصل إلى القلب المستمد من القرآن والسنة، ويقابل شعلة المصباح: هداية الله لعبده وشرح صدره بنور


١درء تعارض العقل والنقل، (٣/٣٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>