٣- إنه ذكر صفات الذين يعمرون البيوت - التي أذن الله أن ترفع - وذكر قبول أعمالهم مما يدل على أن المراد ذكر أثر نور العلم والإيمان القائم في قلوبهم في صلاح أعمالهم وقبولها.
ويكون التقدير: مثل نوره في قلوب المؤمنين الكائنين في بيوت ... كمشكاة.
٤- التعقيب بعد ذلك بقوله:{وَالَّذِينَ كَفَرُوآ أَعْمَالُهُم كَسَرَاب..} ١ الآية، يؤكد المعنى السابق من أن المراد ذكر أثر نور العلم والإيمان على صلاح أعمال المؤمنين وقبولها؛ حيث قابل ذلك بذكر أثر ظلمة الجهل على فساد أعمال الكافرين وحبوطها.
٥- أن هذا المعنى هو الذي يظهر حكمة التعقيب بذكر البيوت وما يحصل فيها وأن ذلك لبيان أثر نور العلم والإيمان على عُمَّارها، والسياق في معرض بيان هذا النور (المشبه) وبركته وأهميته.
أما المصابيح المحسوسة فذكرت مثالاً لإيضاح نور الإيمان والعلم ثم انصرف السياق عنها، واستمر في بيان المقصد الأهم وهو نور الإيمان والعلم وثماره على أهله، فقال {فِي بُيُوتٍ} أي: {مَثَلُ نُورِهِ} في قلوب المؤمنين حال كونهم {فِي بُيُوتٍ}{كَمِشْكَاةٍ} .