للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الحظوظ، وأخف على القلوب لمشاكلة المخلوق للمخلوق ... فانبساطنا لمشاهدة بقاء هذه الحظوظ إلى القصائد أولى من انبساطنا إلى كلام الله"١.

ولم يزل به هذا المنهج الذي تحمس له، وذلك الظن السّيّئ الذي ظنه بالله وبكتابه حتى أوقعه في الطامة الكبرى الشرك.

قال أبو بكر بن العربي: قال لي [يعني أبا حامد الغزالي] بلفظه، وكتبه لي بخطه:

"إن القلب إذا تطهر من علاقة البدن المحسوس، وتجرد للمعقول، انكشفت له الحقائق ... وقد تقوى النفس، ويصفو القلب حتى يؤثر في العوالم، فإن للنفس قوة تأثير موجدة ... وقد تزيد قوتها بصفائها واستعدادها، فتعتقد إنزال الغيث، وإنبات النبات، ونحو ذلك من معجزات خارقات للعادات، فإذا نطقت به كان على نحوه.."٢.

ولا يسعنا أمام هذا الكلام إلا أن نقول: سبحانك هذا بهتان عظيم!! {كبرَتْ كَلِمَة تخْرُجُ من أَفْوَاهِهم إن يَقُولونَ إلا كَذِبا} ٣.

سبحان الله ما ظن هذا المفتري برب العالمين حين جعل له شركاء


١ إحياء علوم الدين، (٢/٢٩٨، ٣٠١) .
٢ آراء أبي بكر بن العربي الكلامية، (العواصم من القواصم) (٢/٣٠-٣٣) .
٣ سورة الكهف آية (٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>