للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللغتين"١.

وقد يستنبط من هذا أنه اتبع ظنه ولم يتأمل في السراب الذي رآه ويتثبت منه، بل جرى نحوه بمجرد أنه لاح له.

الظمآن: العطشان٢.

وتخصيص الظمآن بحسبان السراب ماءً - مع أن الريان يتراءى له السراب كأنه ماء- فيه إشارة إلى أمرين:

الأمر الأول: أن الممثّل به محتاج إلى الماء حاجة شديدة لشدة عطشه، لدلالة لفظ صيغة المبالغة (ظمآن) على ذلك.

الثاني: وجود الدافع لطلب السراب عند الظمآن، وهو الحاجة إلى الماء، وذلك أن الريان، لا يوجد لديه دافع لطلبه، والعالم بحقيقة السراب يمنعه اليأس منه وإنما يندفع إليه من هو محتاج إلى الماء وهو جاهل قليل المعرفة والبصيرة.

قوله: {حَتَّى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} .

الهاء في قوله: {لَمْ يَجِدْهُ} يعود على السراب. والمعنى: حتى إذا جاء الظمآن الموضع الذي رأى السراب فيه، لم يجد السراب شيئاً.٣


١ تهذيب اللغة، (٤/٣٣١) .
٢ جامع البيان لابن جرير، (٩/٣٣٣) .
٣ انظر: جامع البيان لابن جرير، (٩/٣٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>