للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم خيبته عند وصوله إليه، وحذف ما عدا ذلك لأن الخيال يتم رسمها.

وفي الممثّل له لم يذكر إلا عمل الذين كفروا، وطوى ما عدا ذلك، لأن الفكر قادر على أن يستدعيه، وهذا من بلاغة القرآن"١.

وإذا كان الأمر كذلك فيمكننا بالتأمل والقياس على الممثّل به استخلاص حقيقة الممثّل له.

وقد تقدم الإِشارة إلى شيء من ذلك عند دراسة الغرض الذي ضرب له المثل في المبحث السابق.٢

وسوف أكتفي بإيراد خلاصة ما تم بحثه هناك، واستكمال ما لم يبحث.

فأساس الممثّل له هو أعمال صنف من الكفار التي تشبه السراب بتلك الصورة التمثيلية المركبة.

وذلك مستفاد من قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوآ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ} .

قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوآ} :

تقدم أن المراد صنف من الكفار، الذين انتسبوا إلى الشرائع السماوية، ويزعمون أنهم أتباع الأنبياء، إلا أنهم طلبوا العلم والإِيمان


١ أمثال القرآن، وصور من أدبه الرفيع، عبد الرحمن حسن حبنكه، ص (١٣٢- ١٣٣) .
٢ انظر ص (٤٩٢) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>