للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجروا خلف السراب.

قوله: {بِقِيعَةٍ} .

تقدم أن القيعة: جمع قاع، وهي الأرض المنبسطة، في الصحراء والمفاوز.

ويستفاد من ذلك أنه في أرض مهلكة، شديد الحاجة إلى الماء الذي به نجاته.

ويقابلها في الممثّل له: شدة حاجة الذي شبهت حاله بالسراب إلى العلم والإِيمان في الدنيا، وإلى جزاء أعماله في الآخرة، وسوف لن يجد ثمرة عمله في وقت هو أحوج ما يكون إليه يوم القيامة عند الحساب.

قوله: {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَآءً} .

{يَحْسَبُه} : أي يظنه، كما تقدم.

ويقابله في الممثّل له أن هؤلاء الكفار الذين شبهت أعمالهم بالسراب إنما اتبعوا الظن، وأعرضوا عن مصدر الحق واليقين، وهو العلم الذي جاء به المرسلون.

وقد بين اللَّه تعالى أن اتباع الظن من أسباب الضلال والإعراض عن الهدى، وسوف أذكر الآيات الدالة على ذلك عند الكلام على الفوائد المستفادة من المثل - إِن شاء اللَّه -.

قوله: {الظَّمْآن} : هو شديد العطش كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>