للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقابله في الممثّل له: حاجة المضروب لهم المثل للعلم والإِيمان وإدراكهم لأهميته لهم، وأنه لازم لنجاتهم، فعندهم أصل الرغبة في الخير، وحسن القصد، لكن ذلك لا تصح به الأعمال ما لم تكن موافقة لما هدى اللَّه به العباد في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

قوله: {مَآءً} : الماء هو السائل المعروف، الذي يروي من العطش، وجعله اللَّه سبباً في بقاء الحياة، {وَجَعَلْنَا مِنْ المَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} ١.

ويقابله في الممثّل له: الإِيمان والعلم، فهما اللذان يرويان عطش القلوب، وبهما تكون حياتها، ويستحق بهما العبد الحياة الكريمة في الدنيا والآخرة.

ويتحصل من ذلك: أن هذا الصنف من الكفار لديهم نهمة في العبادة، ورغبة في التدين، أو في تحصيل العلوم الإلهية، إلا أنهم ضلوا السبيل في معرفتها، أو أُضِلُّوا عنه، فوقعوا في الكفر بسبب ذلك.

وفي هذا دليل على أنه لا تنفع الرغبة في الخير، أو حسن القصد ما لم يسلك الطريق الصحيح.

وسوف يأتي مزيد بيان لهذا المعنى عند ذكر فوائد هذا المثل - إِن


١ سورة الأنبياء الآية رقم (٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>