للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرؤية، ونفي مقاربتها.

والقائلون بأَن الأصل في الأسلوب يدل على وقوع الرؤية بعد جهد وشدة أكثرهم رجح تفسيره في الآية بعدم الرؤية لدلالة السياق.

وعبر عن هذا الاتجاه ابن جرير - رحمه اللَّه - بقوله:

"وقد علمت أن قول القائل: لم أكد أرى فلاناً، إنما هو إثبات منه لنفسه رؤيته بعد جهد وشدة".

إلى أن قال: "وهذا القول الثالث [أن يكون قد رآها بعد بطء وجهد] أظهر معاني الكلمة من جهة ما تستعمل العرب "كاد" في كلامها. والقول الآخر الذي قلنا إِنه يتوجه إلى أنه بمعنى لم يرها، قول أوضح من جهة التفسير، وهو أخفى معانيه، وإنما حسن ذلك في هذا الموضع، أعني أن يقول: لم يكد يراها، مع شدة الظلمة التي ذكر"١.

وفريق آخر يرى أن أسلوب "لم يكد يفعل" يدل على مطلق نفي المقاربة، إِما نفي مقاربة الفعل - مقاربة تركه - مع الفعل، كما في قوله: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} . أو نفي الفعل مع نفي مقاربته، كما في قوله: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} . وكل المعنين مستفاد من الأسلوب، جارٍ على أصل معنى "كاد" وهو المقاربة.


١ جامع البيان، (٩/٣٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>