حبي من التغير، وإذا لم يقاربه فهو بعيد منه. فهذا أبلغ من أن يقول:(لم يبرح) ، لأنه قد يكون غير بارح مع أنه قريب من البراح. بخلاف المخبر عنه بنفي مقاربة البراح.
وكذا قوله تعالى:{إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} هو أبلغ في نفي الرؤية من أن يقال: لم يرها، لأن من لم ير، قد يقارب الرؤية. بخلاف من لم يقارب.."١
وخلاصة القول في المراد بقوله تعالى:{لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} ، أن الراجح في معناها: أنه لا يراها ولا يقرب من رؤيتها. وإذا لم يقارب رؤيتها فهو من أن يراها أبعد.
وأن هذا التفسير متفق مع معنى "كاد" الذي يفيد المقاربة. ومتفق مع دلالة الأسلوب {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} الدال - كما تقدم - على نفي مقاربة الرؤية. فهو مع صحته أبلغ في إِفادة المعنى المراد المتفق مع السياق الذي دل على استحكام الظلمة.
ودلت هذه الجملة بجانب تأكيد استحكام الظلمة على نتيجة ذلك، وهو عدم قدرة الكائن في هذا المكان على إِبصار يده، وإِذا عجز عن