للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبصار يده فهو عن إبصار غيرها أعجز، فيكون عاجزاً عجزاً تاماً عن الاهتداء إلى طريق النجاة، والفكاك عن ذلك المكان المظلم الموحش المهلك.

قوله تعالى: {وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} .

هذا الختام خاص بالممثّل له. إلا أنه يدل على فائدة في صورة الممثّل به وهي التأكيد على أن الكائن في ذلك المكان لم يصله نور البتة، وأنه لا طريق له إلى النور مع وجود تلك الحجب، ما دام في هذا الوضع وذلك المكان.

خلاصة صورة الممثّل به:

لقد دل المثَل على تشبيه أعمال صنف من الكفار في ظلمتها وضلال عمالها وعدم قدرتهم على الانفكاك منها: بشخص كائن في مكان مظلم في قاع بحر عظيم مضطرب الموج، قد حجب الضوء عنه بحجب كثيرة: من السحاب، والموج المتلاطم على سطح البحر، والموج الداخلي، فلا ينفذ من هذه الحجب شيء من الضوء إلى قاع البحر. كما دل المثَل على أن هذه الحجب هي ظلمات تسهم مجتمعة في انعكاس الضوء وتكسره ثم ارتداده، مما يجعله عند حد معين لا ينفذ منه شيء إلى أسفل، ويكون ما تحته مظلماً ظلمة تامة. كما دل المثَل على أن ذلك المكان في قاع البحر مع ظلمته المطبقة مكان مفزع مخوف، بسبب الظلمة وتلاطم الأمواج وترددها من فوقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>