للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل اللَّه المحض، فهي بعيدة عن استطاعة العبد وفعله.

وهي مناسبة لمقابلة السحاب من جهة أخرى، حيث إن أثرها في حجب الهداية، ونور العلم عن الكفار عظيم، كما أن أثر السحاب في حجب الضوء عن الممثّل به هو الأقوى والأشد. لذلك قال اللَّه تعالى في ختام المثَل: {وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} ، حيث إن هذا الختام يتكلم عن فعل اللَّه سبحانه.

ومما تقدم من أقوال أهل العلم، وهذه الاعتبارات يمكننا تحديد المراد بالظُّلَم الثلاث القائمة بهذا الصنف من الكفار، والتي تقابل الظُّلَم الحسية في البحر اللجي، وهي:

١- ظلمة الجهل: المتمثل في الإعراض عن وحي اللَّه المطهر - الكتاب والسنة - والجحود والتكذيب له، وغير ذلك من الضلالات العلمية والعملية الباطنة. وهي تقابل الموج الأول الباطني.

٢- ظلمة الكفر: المتضمن للضلالات العلمية والعملية الظاهرة، وهي تقابل الموج السطحي الظاهر على سطح البحر.

٣- الحجاب الناتج عن ختم اللَّه على قلوبهم وأسماعهم، وجعله الغشاوة على أبصارهم. وهو يقابل السحاب في الممثّل به.

قال ابن جرير - رحمه اللَّه - مبيناً هذا الحجاب في قوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>