للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالثة: بيانه أن هذه الحُجُب والظُّلَم إنما هي سواتر وحجب تحجب أبصار القلوب، كما أن الظُّلَم الحسيه تحجب أبصار العيون.

كما أنه يتفق مع دلالة السياق من جهة أخرى، حيث تقدم١ أن هذه الأمثال في سورة النور تشترك في تقرير حقيقة هامة، هي:

"بيان أن سبب الهداية الأهم وطريقها الأوحد، هو تعلم ما أنزل اللَّه من الهدى والنور في كتابه المبين وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

وأن سبب الضلال الأهم هو الإعراض عن ذلك والجهل به".

فتفسير أحد الظلمات الحاجبة لأنوار الهداية بسبب الضلال هذا، يتفق مع هذه النتيجة التي تتظافر هذه الأمثال في بيانها.

٣- ومن الاعتبارات المفيدة في تحديد المراد بالظُّلَم ما يستفاد من كون ظلمة الموجين من جنس واحد، وقريبة من الممثّل به، وفي محيطه، وكون الظلمة الثالثة خارجة عن محيطه، وبعيدة عنه وأقرب إلى مصدر الضوء.

وكذلك ظلمة الجهل والإعراض عن العلم بالكتاب والسنة، وظلمة الكفر - اللتان يُقابَل بهما الموجان - هما من جنس واحد باعتبار أنهما من فعل العبد، وكل منهما ضلال وعمى.

أما ظلمة الختم والطبع والغشاوة - التي تقابل السحاب - فهي من


١ انظر: المبحث الثاني: أهمية المثَلين، ص (٤٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>