للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علة في الآلة المبصرة. وهذا المعنى ظاهر في الممثّل به، والممثّل له.

فالممثّل به - الشخص المقدر وجوده في قعر البحر - لا يبصر يده ولا يبصر غيرها من باب أولى بسبب انعدام الضوء لوجود تلك الحجب المذكورة في المثَل.

والممثّل له - قلب الكافر، المقابل للذي إذا أخرج يده لم يكد يراها - لا يبصر سبل الهدى، وأسباب النجاة، لسبب الحجب التي حالت بينه، وبين أنوار الهداية.

كما أن هذا المعنى يبين حسن المقابلة بين هذا المثَل - مثل الظلمات - ومثل النور. وذلك أن مثل النور بَيَّن استنارة قلب المؤمن، والعوامل التي ساعدت على اكتمال ذلك النور وتوهجه، وأثره الطيب على صاحبه.

وهذا المثَل - مثل الظلمات - بين ظلمة قلب الكافر، والعوامل التي ساعدت على استحكامها، وشدتها، وأثرها السيئ على صاحبها.

وقد ورد ما يشير إلى المقابلة بين المثَلين في ألفاظهما، من قوله سبحانه في مثل النور: {نّورٌ عَلَىَ نُورٍ} ، ويقابلها في مثل الظلمات قوله: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} ، وقوله في مثل النور: {يَهْدِي اللَّه لِنُورِهِ مَن يَشَآء} ويقابلها في مثل الظلمات: {وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} .

الأمر الثالث: ما تدل عليه جملة: {فِي بَحْرٍ لّجّيّ} وجملة: {إِذَآ أَخْرَجَ

<<  <  ج: ص:  >  >>