للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} ، من الظلمة والخوف، والاضطراب والتردد والحيرة.

تقدم عند دراسة الممثّل به١، أن لفظ "لجي" الذي وصف به البحر يدل على أمرين:

الأول: التردد والاضطراب الناتج عن هيجان الأمواج.

الثاني: العمق، حيث إن البحر اللجي: هو العميق كثير الماء.

وتقدم - أيضاً - أن خلاصة المستفاد من هذين المعنيين: أن المشبه به كائن في مكان ما في عمق بحر عظيم مظلم مضطرب الموج، مخيف مفزع.

ويقابل هذه المعاني في الممثّل له:

أن هذا الصنف من الكفار - المضروب لهم مثل الظلمات - مغمورون في بحار الكفر والضلال والفساد، قد أظلم عليهم طريق الهداية، وأظلمت قلوبهم وأعمالهم، فهم في عمى تام، وضلال بعيد، وأنهم بسبب هذه الظلمة، وما يحيط بهم ويغشاهم من العقائد الباطلة والظنون السيئة، وأمواج الشكوك والريب، وتيارات الشهوات الفاسدة، والإرادات الخبيثة، والأفكار والنظريات المنحرفة، في خوف وفزع وقلق وحيرة.

قال ابن جرير - رحمه اللَّه -: "يقول تعالى ذكره: ومثل أعمال هؤلاء الكفار، في أنها عملت على


١ انظر ص (٥٨٠) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>