للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ١.

وهذه الظلمات ناتجة عن وجود الحجب، ومن أشدها وأعظمها الختم على قلوبهم وأسماعهم، وقد ربط ابن جرير - رحمه اللَّه - بين الظلمات وبين الختم والطبع، بقوله: "فكذلك قلب هذا الكافر الذي مثل عمله مثل هذه الظلمات، يغشاه الجهل باللَّه، بأن اللَّه ختم عليه، فلا يعقل عن اللَّه، وعلى سمعه، فلا يسمع مواعظ اللَّه، وجعل على بصره غشاوة، فلا يبصر به حجج اللَّه، فتلك ظلمات بعضها فوق بعض"٢.

واستدل ابن جرير بقول ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - في تفسير قول الله تعالى: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} ، حيث قال: "يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر، وهو كقوله: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ..} الآية٣.

وكقوله: {أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ


١ سورة الأنعام الآية رقم (١٢٢) .
٢ جامع البيان، (٩/٣٣٥) .
٣ سورة البقرة الآية رقم (٦-٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>