للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَذَكَّرُونَ} ١" ٢.

وكلام ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - هذا فيه فائدة أخرى ألا وهي الربط بين الكفار المعنيين في مثل الظلمات، والكفار الذين ورد ذكرهم في أوائل سورة "البقرة" في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ٣.

وأن الفريقين من جنس واحد يجمع بينهما وجود الحجب المانعة من الإِيمان والختم والطبع من اللَّه على قلوبهم وأسماعهم، والغشاوة على قلوبهم، وتلبسهم بموجب ذلك.

وفي المراد بالكفار في آية سورة "البقرة" المتقدمة أقوال، أهمها قولان مشهوران، رجح كل منهما طائفة من أهل العلم.

القول الأول: أن هذه الآية خاصة بصنف من الكفار، الذين كتب اللَّه عليهم الشقاوة، وسبق عليهم الكتاب بأن يموتوا كفاراً، الذين هم أهل النار المخلدون فيها.


١ سورة الجاثية الآية رقم (٢٣) .
٢ جامع البيان، (٩/٣٣٥) .
٣ سورة البقرة الآيتان رقم (٦، ٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>