للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون قوله: {سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} نفي لوقوع الإِيمان منهم مستقبلاً.

ويكون المراد بتلبسهم في الظلمات في المثَل، وبقوله: {وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} ، أن ذلك كائن منهم وعليهم دائماً لا ينفكون منه أبداً.

ويكون حال الكفار المعنيين في آية سورة "البقرة"، وفي مثل الظلمات، كحال من ذكرهم اللَّه بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ} ١

وقوله سبحانه: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} ٢.

قال ابن جرير - رحمه اللَّه - موجهاً هذا القول:


١ سورة يونس الآيتان رقم (٩٦، ٩٧) .
٢ سورة الكهف الآية رقم (٥٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>