دقائقها، لأن ذلك يشغل المسلم عن تعلم العلم، والدعوة إليه. لذا فالواجب أن تعطى ما يناسبها من الاهتمام بإزاء ما ينبغي على طالب العلم تحصيله والعناية به، وتعليمه والدعوة إليه.. من معرفة اللَّه، ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم، وشرائع الدين.
فالنهج القويم في هذه المسألة وما شابهها من قضايا الثقافة - مثل معرفة كيد الأعداء للمسلمين، في صدهم عن دينهم، وبث الفرقة والشقاق بينهم، والتخطيط لإضعافهم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً - وسط بين طرفين:
أحدهما: الإِهمال التام، والإعراض عن ذلك، وربما التقليل من شأنه.
والآخر: التوسع في ذلك، واتخاذه القضية الأهم، وصرف الجهد الأكبر والوقت الأوفر لها، الذي قد ينتج عنه قلة العناية بتعلم مسائل الإِيمان، وأحكام الشريعة وتعليمها. وقد يُعَظِّم من لهم جهود في ذلك إلى حد تفضيلهم على أهل العلم والذكر، وربما قدح في العلماء وقلل من شأنهم بحجة عدم إسهامهم في ميدان الثقافة.
ويعين على العمل بهذا المنهج الوسط: أن تحدد الجوانب التي تقوم عليها حضارة الإنسان، وتتوقف عليها سعادته في الدنيا والآخرة، ثم تحدد أهم الانحرافات، والفساد الحاصل في كل منها في الحضارة الكافرة المعاصرة باعتبارها قمة حضاراتهم، والاستدلال على ذلك بما ظهر من أحوالهم، وما سطروه من شهاداتهم، وربطه بما أخبر اللَّه به من خطوات