والتفكير السديد وظيفة أمر الله بها عباده المسلمين، وهم الجديرون بها، وما ينتج عنه من فكر هو فكر إسلامي، إذا قام به المسلم وِفْقَ الضوابط الشرعية، ومن منطلق العقيدة. فالفكر الإسلامي هو الذي يستند على العقيدة الإسلامية، وينطلق من نصوص الوحي في بحثه واجتهاده في مختلف مجالات الحياة، ويمكن حصر أهم ميادين الفكر الإسلامي فيما يلي: ١- فهم نصوص الكتاب والسنة، واستنباط الأحكام والعبر والمواعظ. ٢- استنباط براهين الحق، ودلائل التوحيد، ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من العقائد بالتدبر للآيات التنزيلية، والتفكر في آيات الله الكونية. ٣- بيان محاسن الإسلام، وسلامة نُظُمه وتشريعاته من النقائص، وأنها هي المصلحة لحياة الناس. ٤- الدفاع عن الإسلام وتفنيد الشبهات المثارة حوله، وبيان بطلان الأفكار المنحرفة والأديان الضالة. ٥- استكشاف الأسرار التي وضعها الله في خلقه، وسخرها للإنسان، والانتفاع من ذلك في تسهيل حياة الناس، والرقي بها، وفي الإعداد لقوة المسلمين في كافة المجالات، ويدخل في ذلك العلوم المادية، كالفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والطب، والأحياء، والصناعات المختلفة، والزراعة، والعلوم الاقتصادية والتجارية. والفكر الإسلامي معني بتطهير هذه العلوم، مما أُدرج فيها من الضلالات، بالإضافة إلى نقل المفيد منها، واستخدامه وتطويره. ٦- البحث والدراسة للنفس البشرية والنشاط الإنساني، وإقامته على مبادئ الإسلام ومسلّماته، ويشمل ذلك علم النفس، وعلم الاجتماع وفروعها، والدراسات التاريخية، ونحوها. ٧- التفكر في الأمور الغيبية التي أخبر الله بها، كالموت وأحوال القبر، وما يجري يوم القيامة من أهوال، وصفات الجنة والنار، مما يفيد في إصلاح القلوب واندفاعها للخير، وارتداعها عن الشر، وعدم تماديها في الحرص على الدنيا. انظر لما تقدم: كتاب أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة (ص٤٨٤) ، وما بعدها، الطبعة الأولى – للمؤلف.