للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل القصص الواردة في القرآن الكريم هي أمثال كما تقدم تقرير ذلك.

ورود هذا الاستخدام لهذا النوع في السنة المطهرة:

لم يرد استخدام هذا النوع من معاني المثل كثيراً في السنة المطهرة، ومن الأحاديث القليلة التي ورد فيها المثل بمعناه الأنموذجي قوله صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ١ فَانْظُرُوا إِلَى مَا يَصِيرُ"٢.

ففي هذا المثال لا يوجد تشبيه من حيث الأسلوب، وإنما أبرز طعام ابن آدم مثالاً ليقاس عليه حال الدنيا ومتعها وما تنتهي إليه.


١ قوله: "قزحه وملحه"، القزح (بالكسر) : بزر البصل والتابل. انظر: ترتيب القاموس، للطاهر الزاوي، (٣/ ٦١٣) - ويقال للطبيخ اللذيذ: "قزيح مليح".
والمراد: أن طعام ابن آدم وإن اعتنى بطبخه فوضع فيه التوابل والملح، فإِنه يصير في النهاية إلى الخراءة.
٢ رواه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائده في المسند من حديث أبي بن كعب، "واللفظ له"، (٥/١٣٦) . وابن حبان، انظر: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (٢/٤٧٦) . وصححه المحقق شعيب الأرناؤوط.
وقال الهيثمي: "رواه عبد اللَّه والطبراني (في الكبير٥٣١) ورجالهما رجال الصحيح غير عُتي وهو ثقة" مجمع الزوائد، (١٠ /٢٨٨)
وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني، انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/١١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>