للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: يستخدم لفظ "مثل" بمعنى "المثال" في ضرب المثل لإيضاح القاعدة أو القضية أو الفكرة والاستشهاد لها.

ومن ذلك الشواهد اللغوية١ كقولنا: الكلام هو اللفظ المفيد، مِثْل: محمد رسول اللَّه. أو: مَثَل ذلك: محمد رسول اللَّه. أَو: مِثال ذلك: محمد رسول اللَّه. ومن ذلك الشواهد أو الحجج التي تقام وتضرب لتكون أدلة على صدق الدعوى أو بطلان قول المخالف. كأن يقال: أدلة إثبات ربوبية اللَّه عز وجل كثيرة، مِثْل: اختلاف الليل والنهار، وخلق السموات والأرض.

أو أن يقال: حيرة الماديين الملحدين وتناقضهم ظاهر في أقوالهم المنكرة مثل: إنكارهم شهود الحكمة في الخلق والقول بالصدفة.

وقد يبرز الدليل والحجة باستخدام لفظ "مثل" بطريقة أخرى كأن يقال: ضُرِب ما يشاهد من الملاءمة الوظيفية في أعضاء المخلوقات والتكامل بينها مَثَلاً على حكمة الخالق عز وجل.

والمراد أنه نُصب للعقول وجُعل مثلاً: أي شاهداً وحجة على ثبوت الحكمة في الخلق مما يدل على وجود الصانع الحكيم.


١ قال في لسان العرب: "والمَثَل ما جعل مثالاً أي مقداراً لغيره يحذى عليه.. ومنه: أمثلة الأفعال والأسماء في باب التصريف" (٤٧/٦١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>