للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وهذه الطريقة: وهي أن يبدأ السياق الذي يضم جملة من الآيات: ويختم بنفس المعنى مع التقارب في الألفاظ، له دلالة هامة، حيث يدل على أن ما بين الآيتين - المبدوء والمختوم بها - يتكلم عن قضية واحدة أو أن ما يذكر في ذلك السياق له علاقة بالمعنى المشترك بين آيتي البدء والختام.

وهذه الطريقة من روائع البيان القرآني. وقد تكررت في القرآن في مواضع لبيان قضايا هامة"١.

"وهذا الأسلوب جدير بأن يراعى في التفسير على أساس أن ما بين الآيتين - المبدوء والمختوم بهما - يتكلم عن قضية واحدة، أو له علاقة بالمعنى الذي دلت عليه آيتا البدء والختام"٢.

وسوف يتكرر هذا الأسلوب في هذه السورة - سورة الروم - في القسم الثاني من السياق، في بيان قضية هامة أخرى، هي قضية التوحيد، والأمر بالاستمساك بها، وبما تستلزمه من الأعمال الصالحة، والتحذير من الشرك والعصيان، وبيان عاقبة التوحيد الحسنة في الدنيا والآخرة، وعاقبة الشرك والعصيان السيئة في الدنيا والآخرة.

وقد تضمنت الآيات المحصورة بين آيتي البدء والختام في القسم الأول من السورة، ذكر الأدلة العقلية على البعث بعد الموت، بما يشاهد


١ تقدم، ص (٤٥٤) .
٢ تقدم، ص (٤٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>