للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من آثار ربوبية الله وخلقه.

واشتمل هذا المقطع من السياق على ثلاثة أنواع من الأدلة العقلية هي:

الأول: القياس التمثيلي، المتمثل بتشبيه بعث الناس بعد موتهم بحياة الأرض بعد موتها. قال الله تعالى: {يُخْرِجُ الحَيَّ مِنْ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنْ الحَيِّ وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} ١.

الثاني: قياس الأولى، المتمثل في أن من كان قادرا على خلق الأعظم فقدرته على ما دونه في الخلق تكون من باب أولى.

وذلك أن الله ذكر خلق السموات والأرض وما فيهما من المخلوقات العظيمة - التي هي أعظم من إعادة خلق الناس، وبعثهم من قبورهم - وذكر قيامهما بأمره - سبحانه - فتكون إعادة خلق الناس، وقيامهم بأمره واقع من باب أولى.

قَال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ... } إلى قوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ


١ سورة الروم آية (١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>