للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَخْرُجُونَ} ١.

الثالث: قياس الأولى. المتمثل فيما استقر في العقول، مِنْ أنّ مَنْ صنع شيئاً، فإنه يكون قادراً على إعادة صنعه من باب أولى وهي أهون عليه.

فلو طبقوا هذه القاعدة المستقرة في عقولهم لتوصلوا إلى إثبات إمكان البعث، إذ أن المعيد للخلائق هو الذي خلقهم أول مرة، فعلى ذلك الحكم عندهم يكون أهون عليه، وإن كان الله تعالى كل شيء عنده هين.٢

قَال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ٣.

نوع القضيتين المستدل بها ولها:

لقد جرى الاستدلال في الأدلة العقلية القياسية المتقدمة من أجل إثبات قضية مشتركة هي البعث بعد الموت، أو إعادة خلق الناس يوم


١ سورة الروم آية (٢٢-٢٥) .
٢ انْظر: جامع البيان، لابن جرير، (١٠/١٧٩، ١٨٠) .
٣ سورة الروم آية (٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>