وفي الثاني: قدرة الله على خلق السموات والأرض ومن فيهن وتدبير أمورهم بأمره الكوني.
وفي الثالث: خلق الناس أول مرة.
ويلاحظ - وهذا أمر هام - أن كلّ القضايا المستدل لها والمستدل بها هي آحاد لصفتي الخلق والقدرة لله تعالى.
وهذا يدل على أن مشركي العرب يثبتون لله صفة الخلق، لكنهم لا يثبتون له كمالها وشمول قدرة الله وخلقه لكل شيء.
وهذا المعنى قد بينه الله من حالهم في صفة أخرى، هي صفة العلم، حيث قَال:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلآ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُون َ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الخَاسِرِينَ} ١.
وهذا هو السر - والله أعلم - في كثرة الآيات التي تبين إحاطة