للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَلْ لَكُمْ مِّنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّنْ شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ١.

وفي قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... } الآية، شرع سبحانه في مناقشة القضية الثانية التي يجادل لها المشركون، وهي تجويزهم الشركاء لله في العبادة، وإنكارهم التوحيد.

وهذا المثل يتضمن دليلا عقليا على بطلان الشرك بقياس الأولى.

وخلاصة هذا الدليل:

إن من المقرر لدى المخاطبين وجميع العقلاء كراهية السيد الغني مشاركة عبده له، ونفوره من ذلك، حيث لا يقبل أن يشارك إلا من كان كفُؤاً له. فإذا تقررت هذه القاعدة فيجب أن يحكم له بها. بل هو أولى بهذا الحكم لكمال سؤدده وغناه، فيعتقد كراهته لأن يكون أحد من عبيده شريكا له في العبادة. واستحالة أن يتخذ أحدا منهم شريكا، ولكونه ليس له كفُؤٌ ولا ند فيبطل بذلك الشرك من أساسه.

ولهذا الاعتبار نجد أن الله تعالى ذكر آثار ربوبيته وتدبيره لخلقه، ليبين تفرده بخصائص الربوبية والألوهية، وليقطع بذلك شبهة أن يكون له ند يكافِئُه، وبذلك ينقطع أساس الشرك، ويدل على هذا - وهو نفي


١ سورة الروم آية (٢٧-٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>