للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إثبات المثل الأعْلَى له وحده سبحانه مناسبة هامة هي: بيان أن إقامة الدين، وإخلاص العبادة لله هي ثمرة العلم، وإثبات المثَلِ الأعْلَى لله وحده. فمن أثبت لله المثل الأعْلَى، عمر قلبه بالتوحيد، وعندها يقيم دينه، وحياته، وكل أحواله لله، وعلى منهج الله.

والدين القيم هو: الإخلاص في عبادة الله، وعدم صرف أي شيء من العبادة لغيره سبحانه، كما يبين ذلك بقوله: {وَمَآ أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} ١.

وبقوله تعالى: {إِنْ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوآ إِلآَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} ٢

وقد بيّن الله هذا المعنى فيما تلا ذلك من السياق حيث أمر بجملة من العبادات، واشترط لقبولها والانتفاع بها الإخلاص عائباً في أثناء ذلك على المشركين الذين يعبدون معه غيره، قَال تعالى: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ المُشْرِكِينَ} ٣.


١ سورة البينة آية (٥) .
٢ سورة يوسف آية (٤٠) .
٣ سورة الروم آية (٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>