للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا من المثل الأعلى وهو مستو على قلب المؤمن فهو عرشه، وإن لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس وخبث لم يصلح لاستواء المثل الأعلى عليه معرفة ومحبة وإرادة"١.

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: "وله المثل الأعلى في قلوب أوليائه، وهو التعظيم والإجلال، والمحبة والإنابة والمعرفة"٢.

وأكتفي بهذه الأقوال المبينة لهذا المعنى، ففيها الكفاية إن شاء الله.

وخلاصة هذا المطلب:

أن الدلائل المختلفة - المتحصلة من دلالة السياق، والمعنى اللغوي للفظ مثل، ووصف المثل بالأعلى، وأقوال أهل العلم - تدل على أن المثل الأعلى الثابت لله تعالى يفسر بأكثر من معنى صحيح.

وهذه المعاني منها معنى هو الأساس والأصل. وهو ثبوت المثل الأعلى الحقيقي لله تعالى وقيامه بذاته المقدسة كما تقدم بيانه. والمعاني الأخرى دالة عليه، أو نتيجة له. فهي توصف بأنها الأعلى باعتبار موافقتها له، ودلالتها عليه. فليست معان متضادة، وإنما يطلق "المثل الأعلى" على كل منها باعتبار صحيح.

وهذه المعاني الصحيحة هي:


١ الفوائد، لابن القيم، ص (٤١) ، ت: أحمد راتب عرموش، دار النفائس، بيروت، الطبعة السابعة، ١٤٠٦ هـ.
٢ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (٤/٢١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>