للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن هذا الصنف من الناس الَّذِين جمعوا بين الكفر باليوم الآخر، والشرك بالله هم مجمع السوء والشر والرذائل، إذ إن المراد بالمثل ما كان جامعا لصفات الشيء وحقائقه وكماله، فهم مثل السوء بهذا الاعتبار الَّذِين اجتمعت فيهم الشرور والضلالات والجهالات إذ ليس لديهم رادع يردعهم عنها، فهم لا يؤمنون بالله إيمانا صحيحا يثمر الخير في قلوبهم وأعمالهم، ولا يؤمنون بالبعث والحساب فيخافون ويرتدعون.

ثانياً: رجوع أغلب التفاسير إلى هذا المعنى.

فتفسير {مَثَلُ السَّوْءِ} بأنه: وصفهم الله بالصاحبة والولد. أو: بوأدهم البنات. وهو من جهلهم وكفرهم. فهو راجع إلى التفسير الأول.

وتفسيره بالعذاب والنار هو نتيجة كفرهم وجهلهم.

وتقدم١ أن هذا التفسير منسوب إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - وأنه وإن كان له وجه في اللغة، إلا أن تفسير {مَثَلُ السَّوْءِ} في الآية به بعيد، لأن السياق في ذكر كفرهم وشركهم وإبطاله، وليس في بيان ما أعده الله لهم من العذاب٢.

ثالثاً: ضعف التفاسير الأخرى التي لا ترجع إلى القول الأول.


١ تقدم ص (٧٣) .
٢ انظر: روح المعاني للألوسي (١٣/١٧٠) ، وتفسير أبي السعود (٥/١٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>