للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أن كثيراً من المفسرين فسر {مَثَلُ السَّوْءِ} : بحاجتهم إلى الولد ليقوم مقامهم.

وهذا التفسير بعيد جداً، لأن الحاجة إلى الولد غير خاصة بالذين لا يؤمنون بالآخرة. ويستوي فيها الكافر والمؤمن. والله قد خص الَّذِين لا يؤمنون بالآخرة بمثل السوء.

المعاني التي يصدق عليها مثل السوء:

إذا كان {المَثَلُ الأَعْلَى} الثابت لله تعالى يفسر بأكثر من معنى صحيح باعتبارات صحيحة. فكذلك {مَثَلُ السَّوْءِ} الَّذِي يقابل {المَثَلُ الأَعْلَى} يفسر بمعان تقابل المعاني التي فسر بها المثل الأعلى.

والمعنى المشترك بين المعاني التي يفسر بها مثل السوء هو: اجتماع صفات السوء والنقص والفساد وحقائقها في كل منها باعتبار.

وهي ثلاثة معان رئيسية:

المعنى الأول: مثل السوء الطاغوتي. وهم الشيطان والطواغيت الَّذِين يدعون الناس إلى عبادتهم واتخاذهم أربابا. فكل من ادعى شيئا مما تفرد الله به من الألوهية أو الربوبية أو الأسماء والصفات ونحوها، فهو {مَثَلُ السَّوْءِ} الأحقر. كفرعون الَّذِي حشر فنادى:

<<  <  ج: ص:  >  >>