للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} ١ وقال: {يَآ أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} ٢.

ومثل السوء الطاغوتي: المراد به اجتماع صفات السوء والشر وحقائقه في هؤلاء من الطغيان، والكبر والشر والفساد. وقيامها في نفوسهم وأعمالهم وسائر أحوالهم، ومنهم الذين يدعون الألوهية، أو الربوبية، ومنهم دعاة الشرك وسدنة الطواغيت.

وهذا المعنى هو الأساس للمعاني الأخرى، وهو المادة المغذية لها.

المعنى الثاني: مثل السوء الكفري الاعتقادي، المتمثل في عقائد وأعمال المشركين الَّذِين استجابوا للشيطان والطواغيت فعبدوهم من دون الله. واتخذوا مع الله آلهة وأربابا، فشاركوا أولئك في السوء والشر والفساد، وخبث الاعتقاد وضلال الأعمال.

المعنى الثالث: مثل السوء العلمي.

وهي العلوم الفاسدة التي تستند إليها أديان المشركين، والشبهات التي يحتجون بها، والجهالات التي تضمنتها كتبهم، ومدارسهم.

فإن هذه العلوم والجهالات هي المستنقعات التي تمد الكفر والشر والسوء، وينبثق عنها كل ضلال وفساد، وهي وحي الشياطين، قَال


١ سورة النازعات آية (٢٤) .
٢ سورة القصص آية (٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>