للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما ضربوه للرحمن مثلا. والمثل الَّذِي ضربوه له هو البنات. وهو عندهم مثل سوء مذموم معيب، فقال تعالى: {لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ} ، ومن قَال: إنه ولد الملائكة، أو قال: إنه ولد العقول أو النفوس، فإنه لا يؤمن بالآخرة فله مثل السوء.

والله تعالى له المثل الأعلى، فلا يضرب له المثل المساوي، إذ لا كفؤ له ولا ند، فضلا عن أن يضرب له المثل الناقص ...

ونظير ما ذكره سبحانه في الأولاد، ما ذكره في الشركاء، في قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ} ١.

يقول تعالى: إذا كان الواحد منكم ليس له من مماليكه شريك في ما رزقه الله، بحيث يخاف ذلك المملوك كما يخاف السادة بعضهم بعضا، فكيف تجعلون لي شريكا هو مملوكي، وتجعلونه شريكا فيما يختص بي من العبادة والمخافة والرجاء، حتى تخافوه كما تخافوني"٢.

إلى أن قَال: "وإذا كان جعل المملوك شريكا في الملك الناقص - بحيث يرغب إليه كما يرغب إلى المالك، ويرهب منه كما يرهب من


١ سورة الروم آية (٢٨)
٢ درء تعارض العقل والنقل، ت: د. محمد رشاد سالم، (٧/٣٨٨، ٣٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>