للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدل على عدة معان صحيحة تبعا للمعاني التي فسّر بها المثل الأعلى:

المعنى الأول: تفرده من بين أهل السماوات وأهل الأرض بالألوهية والربوبية وصفات الكمال القائمة بذاته سبحانه ... بمعنى أنه ليس مثله شيء في السماوات ولا في الأرض.

قَال ابن جرير - رحمه الله -:

"وقوله: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى} ، يقول: وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدس"١.

المعنى الثاني: شهادة أهل السماوات، والمؤمنين أهل العلم من أهل الأرض له سبحانه بالمثل الأعلى، فتكون بمعنى قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لآ ِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلآئِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَآئِمًا بِالقِسْطِ} ٢.

"والمعنى: أنه سبحانه عُرف بالمثل الأعلى، ووُصف به في السموات والأرض"٣.


١ جامع البيان، لابن جرير، (١٠/١٨٠) .
٢ سورة آل عمران آية (١٨)
٣ فتح القدير للشوكاني، (٤/٢٢١) ، التفسير الكبير للرازي، (٢٥/١١٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>