للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي علّم غيرَه أولى بالعلم، والذي أحيا غيرَه أولى بالحياة١ ".

وهذا النوع دل عليه قول الله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} في سورة الروم. وذلك أن الله تعالى بين لأولئك المشركين الذين يقرون بأن الله هو الذي خلق الإنسان، ويثبتون كمالاً في المخلوق يتمثل في أن من صنع شيئاً فإعادة صنعه أهون عليه، فبين لهم الله أنه يلزمهم أن يحكموا له بهذا الحكم، ويقروا بأن إعادة الخلق أهون عليه سبحانه من خلقهم أول مرة، وهو أولى به لكونه أقدر وأعلم. فهو أولى بذلك الكمال الذي يثبتون جنسه للمخلوق.

النوع الثاني: نفي النقص عن الله تعالى بطريق الأولى.

وهذا النوع يستند إلى المستند الثاني المذكور فيما قبله، وهو:

أن الله أعلى وأعظم وأكمل من المخلوق، فهو أولى بالتنزه عن كل نقص تنزه عنه المخلوق.

ودل على هذا النوع قول الله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} من سورة النحل.


١ الرسالة الأكملية، فيما يجب لله من صفات الكمال، لشيخ الإسلام أحمد عبد الحليم ابن تيمية، تقديم أحمد حمدي إمام، ص (١٢، ١٣) مطبعة المدني، القاهرة، ١٤٠٣هـ.
وانظر: مجموع الفتاوى (٦/٧٦، ٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>