للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أن الله قابل أحكامهم السيئة وما نسبوه له من النقص، حيث زعموا أن له شركاء وأولاداً، بقوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} ، ليبين لهم أنه أولى بالتنزه عن هذه الأمور التي نسبوها له وهم ينفرون منها، ولا يرضونها لأنفسهم، إذ إنه سبحانه أعز وأعلى وأجل منهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "حيث كانوا يقولون: الملائكة بنات الله، وهم يكرهون أن يكون لأحدهم بنت، فيعدّون هذا نقصاً وعيباً، والربّ تعالى أحق بتنزيهه عن كل عيب ونقص منكم؛ فإن له المثل الأعلى. فكل كمال ثبت للمخلوق فالخالق أحق بثبوته منه إذا كان مجرداً عن النقص. وكل ما يُنزَّه عنه المخلوق من نقص وعيب فالخالق أولى بتنزيهه عنه١".

وبهذا يتبين أن قاعدة قياس الأولى يتم بها مطلبان هامان هما:

الأول: إثبات الكمال لله تعالى.

الثاني: نفي النقص عنه سبحانه.

وأن ذلك جار وفق نظر العقول السليمة التي تقطع بأن الله الخالق المبدع أعلى وأجل من المخلوق، وأنه أولى بكل كمال، وأبعد عن كل نقص.

وأشار القرآن الكريم إلى تحقق المطلبين بهذه القاعدة، حيث دل قوله


١ الرسالة الأكملية، ص (١٧) ، ومجموع الفتاوى (٦/٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>