للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحد منهما [ثقة] مقبول الرواية لو انفرد ولكن في أحدهما مزية ظاهرة في قوة الحفظ والضبط والاعتناء بالوعي فهذا مما يرى أهل الحديث مجمعين على التقديم [فيه] .

وهو كما روى عبيد١ الله بن عمر العمري [مع ما رواه أخوه عبد الله٢ بن عمر العمري] في سهم الفارس من المغنم٣ فقال الأئمة: حديث عبيد الله مقدم وإن كان أخوه عبد الله عدلا فإن بينهما تفاوتا بينا قال محمد بن إسماعيل البخاري: بينهما ما بين الدينار والدرهم والفضل لعبيد الله وهذا وإن ظهر من خدمة الحديث فإذا رجع الأمر إلى العلم فالقول عندي في الخبرين مع اختصاص إحدى الروايتين بالمزية كالقول في اختصاص أحد الخبرين بكثرة الرواة مع الاستواء في الصفات المرعية وقد سبق ذلك مفصلا.

غير أن التمسك بحديث عبيد الله حتم من جهة أن القول متعلق بالتقدير وهو متلقى من توقيف الشارع ولا مجال للقياس فيه والرأي لا يضبط منتهى الغناء والكفاية.

١٢٠٢- فهذا من المنازل التي يتعين فيها الاستمساك بالخبر ولا نظر لذي الرأي على استرسال كلى وهو موافق لمذهب الشافعي فإن نظرنا إلى الغناء فلا يكاد يخفى أن غناء الفارس يزيد على ضعف غناء الراجل فلا موقف ينتهى [إليه] فيستعمل الرأي كليا ويستعمل الخبر توقيفا ينتهى إليه.

١٢٠٣- ومما يتصل بذلك [أنه] إذا روى أحد الخبرين ثقة وروى الآخر جمع.


١ عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري أحد الفقهاء السبعة روى عن أم خالد بنت سعيد بن العاص ولها صحبة وعن أبيه وخاله, وآخرين؛ قال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. مات سنة "١٤٧هـ" له ترجمة في "تهذيب التهذيب" "٧/٣٥, ٣٦/٧١".
٢ عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم. روى عن نافع وزيد بن أسلم وسعيد بن المقبري. قال أحمد: كان يزيد في الأسانيد, ويخالف, وكان رجلا صالحا. وقال ابن حبان: كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الضبط, فاستحق الترك. مات سنة "١٧٣هـ" له ترجمة في تهذيب التهذيب" "٥/٢٨٥, ٢٨٦/٥٦٤".
٣ البخاري في "الجهاد" "٥١" والمغازي "٣٨" ومسلم في "الجهاد" "٥٧" وأبو داود في الجهاد" "١٤٣, ١٤٧", والترمذي في "السير" "٦, ٨" وأحمد "٢/٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>