للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تفيد معنى التقليل كقوله صلى الله عليه وسلم:١ "اتقوا النار ولو بشق تمرة" وقوله صلى الله عليه وسلم لخاطب الواهبة نفسها٢ "التمس ولو خاتما من حديد".

١٠٠- وأما "لولا" فهي لامتناع الشيء بسبب وجود غيره تقول: لولا زيد لأكرمتك أي امتنع إكرامي إياك لوجود زيد عندك.

وقد تكون بمعنى "هلا" قال الله تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} ٣ معناه هلا نفر.

١٠١- وأما "من" فحرف جار خافض لا يدخل إلا على اسم ومعناه التخصيص والتبعيض تقول أخذت الدراهم من الكيس.

وقد يرد مؤكدا للتعميم واستغراق الجنس قال سيبويه٤ رحمه الله إذا قلت ما جاءني رجل فاللفظ عام ولكن يحتمل أن يؤول فيقال ما جاءني رجل بل رجلان أو رجال فإذا قلت ما جاءني من رجل اقتضى نفى جنس الرجال على العموم من غير تأويل.

وقد تكون بمعنى "على" قال الله سبحانه وتعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} ٥ أي على القوم.

١٠٢- و"عن" بمعنى من إلا في خصائص "ثلاثة" منها أن من للانفصال والتبعيض وعن لا تقتضى الفصل تقول أخذت من مال زيد لأنك فصلته "عنه" وأخذت عن علمه ولهذا اختصت الأسانيد بالعنعنة.

و"من" لاتكون إلا حرفا و"عن" قد تكون اسما تدخل "من" عليه تقول أخذت من عن الفرس جله.

١٠٣- وأما "إلى" فحرف جار وهو للغاية قال سيبويه رحمه الله إن اقترن.


١ البخاري ٢/١٢٦ و٤/٢٤ ٨/٨ ١٤٠ ١٤٤ ٩/١٨١ ومسلم في الزكاة "٦٨" والنسائي ٥/٧٥ والدارمي ١/١٩٠ وأحمد ٤/٢٥٦ و٢٥٨ و٢٥٩ و٣٧٧.
٢ البخاري ٧/٢٢ وأبو داود "٢١١١" والترمذي "١١١٤" والنسائي ٦/٣٣٦ ومالك "٥٢٦".
٣ آية "١٢٢" سورة التوبة.
٤ سبقت ترجمته.
٥ آية "٧٧" سورة الأنبياء

<<  <  ج: ص:  >  >>