للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما كان بعض العرب في الجاهلية يعمدون أولادهم ويأخذونهم إلى الكنائس على نحو ما يفعله سائر النصارى ويحتفلون بذلك١.

وقد ذكر القزويني ٢ أن اليوم الأول من محرم معظم عند ملوك العرب يقعدون فيه للهناء، كما أن اليوم الأول من سنة الفرس كان عندهم معظماً، وهو يوم النيروز٣.

قلت: وهذا اليوم يماثل عيد رأس السنة عند اليهود أيضاً. فمما تقدم يتضح أن العرب، قد أخذوا بعض العادات في الأفراح والاحتفالات من أهل الديانات الأخرى؛ وذلك لانتساب بعض القبائل إلى ملة من هذه الملل، أو بسبب المجاورة والانتقال إلى البلدان الأخرى.

ولم يقتصر العرب على ذلك، بل كانت لهم مواسم معينة يحتفلون بها ويجتمعون فيها وتتجلى هذه المواسم في الأسواق التي كانوا يقيمونها خلال شهور السنة، وينتقلون من بعضها إلى بعض يحضرها سائر العرب، بما عندهم من المآثر والمفآخر يأمنون فيها على دمائهم وأموالهم.

وقد كان للعرب أسواق كثيرة٤:


١ انظر: لسان العرب (٨/٤٣٨) ، مادة "صبغ".
٢ هو: زكريا بن محمد بن محمود القزويني، من سلالة أنس بن مالك الأنصاري مؤرخ جغرافي من القضاة، ولد بقزوين سنة ٦٠٥ هـ، وكانت وفاته سنة ٦٨٢هـ. انظر ترجمته: كشف الظنون (١/٩) والأعلام للزركلي (٣/٤٦) .
٣ عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني (٤٤) .
٤ انظر: تاريخ اليعقوبي (١/٢٧٠) ، والآثار الباقية للبيروني (٣٢٨) ، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي (٢/١٦١-١٦٦) ، ونهاية الأرب للنويري (٤٦٤) ، وبلوغ الأرب للألوسي (١/٢٦٤-٢٤٧) .

<<  <   >  >>