طوابير الصباح، والإكراه على الترديد وراء أم كلثوم "أجمل أعيادنا المصرية بنجاتك يوم المنشية" وعصا الحراس "تداعب" من لا يرفع صوته بالغناء، حتى لوكان الهضيبي نفسه! وكم ضحكنا من القلب وهو يصف طابور الذهاب إلى الحمام "جماعة" وما يترتب على هذا من كشف العورات، ومشاعر الحرج وأثقال الشعور بالإثم، وأعيش معه عبر وصفه المرح السعيد، وقد لعب معه "كيوبيد" لعبة خطرة وهو في سجن القلعة!! كان قبل السجن قد عقد قرانه على إحدى قريباته، بعد إلحاح من والدته. لكن قلبه اختار اتجاهًا آخر، فكان لا بد من فصم علاقة، قبل إقامة علاقة جديدة، أما "الكوميديا" فكانت في مرحلة الانتقال. إنه يلح على "صاحبة العقدة" أن تغنم حريتها، فيطلقها لأنه سجين، وهي أحق بمستقبلها!! لكنها -على سبيل الوفاء وكما يجب على بنات "الأصول"- ترفض فكرة الطلاق، حتى لو قضى في السجن عمره كله!! وتحت هذا الوفاء الصعب تواظب على زيارته في السجن، وتحمل إليه الطعام والفاكهة، أما الأخرى التي اختارها القلب فقد كان بيتها قريبًا من السجن "يا لها من مصادفة روائية" فالزيارة عليها أيسر، والإشارت على البعد، قبل عصر الاستشعار، كان لغة معترفًا بها!!
في زمن وجيز سافر نجيب الكيلاني إلى المنصورة "ليصافح هناك جمال عبد الناصر، ويتلقى منه جائزة، فقد أقيمت مسابقة أدبية موضوعها حملة لويس التاسع وانتصار المنصورة. فاز يعقوب الشاروني بجائزة المسرحية عن "أبطال بلدنا" كما فاز أحمد باكثير بجائزة عن مسرحيته "دار ابن لقمان"، أما نجيب الكيلاني فانفرد بجائزة الرواية عن "اليوم الموعود". أقيم احتفال العيد