للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحمل رفضًا لمبدأ الوحدة العربية، وقد كتبها لويس عوض أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، وعمومًا، فقد أخفقت المسرحية في تقديم عمل فني له قيمة كبيرة، بسبب نظرة مؤلفها الضيقة، وأما "محاكمة إيزيس" -كما يرى القاعود- فهي تعالج قضايا عديدة، لم تستطع أن تبلورها في مقدمات ونتائج. إنها أقرب إلى الخواطر والمشاعر منها إلى البناء المسرحي الحقيقي، وبالنسبة لكتاب "المحاورات الجديدة"، فإنه يحفل بالهجاء -وليس الرد العلمي- على مقالات مجلتي "الرسالة" و"الثقافة" في فترة الستينيات، والتي كشفت قصوره العلمي.

مواقف سياسية

أما لويس عوض سياسيًّا، فإن آراءه وتصرفاته تنفي ما أعلنه من أنه لا يكتب في السياسة، ومواقفه محكومة بروحه الطائفية المتعصبة التي تتناقض مع روح المسيحية السمحة فضلًا عن روح العلم والقيم الإنسانية. إنه لم يكن منصفًا في أيٍّ من مواقفه السياسية. برغم الدعاوى العريضة التي تحدث فيها عن الحرية والديمقراطية والإنسانية والعلمانية أيضًا!

ويناقش القاعود لويس عوض في مواقفه من العديد من المفكرين العرب. يفندها أو يعارضها، فلويس عوض يرد منجزات "ابن خلدون" إلى الفكر الغربي، بدلًا من أن يرد منجزات الفكر الغربي إلى "ابن خلدون" ومن سبقه من علماء المسلمين. وبالنسبة لرفاعة الطهطاوي، فإن لويس عوض يسلبه شرف الإبداع والريادة، حين يرد إنجازاته إلى السادة الفرنسيين، ثم يلوي أفكار رفاعة وآراءه ليشوهه. ويحمله ما لا يحتمل، ويوجه لويس إلى شخصية "جمال الدين الأفغاني" طعنات قاسية، فيتحول في قلمه إلى أفّاك غامض، وعميل رخيص للاستعمار الإنجليزي، وفي المقابل، فإن لويس عوض يسبغ صفات الوطنية

<<  <   >  >>