ومن ذلك أنادي بأعلى صوتي، فهل من مجيب لهذا النداء؟ ما ذنب تلك الأم الحزينة، وذلك الأب الشيخ الكبير؟
دعوهم يرون الشمس بخيوطها الذهبية، دعوهم يرون قطرات الندى على الأغصان الخضرة الندية، ويسمعون ويتلذذون بضحكات الأحفاد البريئة!
تحدثت تلك الدار وقالت: ارحموا جدراني فإنها لم تعد تقوى على سماع الأنين أو نبرات الشوق والحنين.
ولقد هاج اشتياقي جدة تذكرتها.. تذكرتها وعاودني الحنين إليها، كانت تسرد لي القصص عن الحياة، وعن الغابة التي ملئت بالوحوش المخيفة، ولا أنسى قصتها عن ذلك الابن العاق.
كل ذلك كانت تسرده لي الجدة الحبيبة، واليوم لا أراها، لقد ولت الأنغام الجميلة، وبقيت عبرات حزينة.
هل تعودين يا جدتي لتحدثيني مرة أخرى؟
حدثيني لأعيش الماضي الذي يستكن بين أحضانك الدافئة.
الأمل ما زال يداعبني لأسمع صوتك الحاني، وتلك دموع صادقة، فهل هناك من يكفكفها؟ أم تبقى تلك الدموع تخرق خدي وترهق قلبي؟!
أيها القارئ الكريم، ربما لم تكن تلك مقالة، لكنها زفرات ونبرات، ومشاعر وألحان حزينة، بل هي قصيدة قَصُرَتْ عنها بحورُ الخليل!