للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس أن يمشوا عليه، ويجوز الجمع للريح إذا كانت شديدة باردة أو كانت شديدة تحمل تراباً يتأثر به الإنسان ويشق عليه.

روى البيهقي عن ابن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع ين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة"١

وكون النبي صلى الله عليه وسلم جمع في ليلة مطيرة لا يمنع أن يجمع في يوم مطير، لأن العلة هي المشقة، لذا يجوز الجمع بين الظهرين لهذه الأعذار، كما يجوز الجمع بين العشاءين لوجود المشقة.

ولا تنحصر أسباب الجمع فيما ذكرنا من أسباب، ولكن٢ إذا دعت الحاجة وشق على الإنسان أن يصلي كل صلاة في وقتها فلا حرج عليه أن يجمع حينئذ.

ومثال ذلك:

المستحاضة بين الظهرين، وبين العشاءين يجوز لها الجمع لمشقة التوضؤ عليها كل صلاة، وكذا مرافق المريض الذي لا يستطيع أن يغيب عن مراقبته ومتابعته قليلاً من الوقت خشية هلاك المريض أو تأخر برئه.. فإنه يجمع ولا حرج عليه، والمرضع والشيخ الضعيف وأشباههما ممن يشق عليه ترك الجمع.

ولا يجوز الجمع لغير عذر شرعي، لأن كل صلاة لها وقتها الذي لا تصح ولا تقبل إلا بدخوله، قال الله تعالى {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ


١رواه البيهقي موقوفا على ابن عمر ٣/١٦٨كتاب الصلاة، باب الجمع في المطر ين الصلاتين، وضعفه الألباني في الإرواء ٣/٣٩ح ٥٨١، وقال: ضعيف جدا وسنده واه جدا.
٢فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين (١٠٣)

<<  <   >  >>