للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مثبطات النجاح]

مثبطات النجاح: هوىً متبع، ونفسٌ أمارة، ودنيا مؤثرة، وهمة باردة، وطول أمل مع تسويف.

الناجح يأنف من الرزايا، ولا يتحمل الدنايا، ووقت الراحة له عمل، ووقت العمل راحة.

الفراغ مفسدة، والمباحات مشغلة، وأكثر الناس مثبطون، والولد مجبنةٌ محزنةٌ مبخلةٌ، سبعون سنة قضاها الإمام أحمد يتقوت من أجرة دكان، وسبعون سنة قضاها الخليل بن أحمد على الخبز والزيت، وسبعون سنة قضاها سفيان الثوري على خبز الشعير.

الناجح يرضى عنه ربه بالإيمان، وأهله بالألفة، والناس بالأخلاق، والمجتمع بالنفع.

تولى أبو بكر سنتين فأقام الخلافة، وهزم المرتدين، وتولى عمر بن عبد العزيز سنتين فنشر العدل وأزال المظالم، وجدد الدين، وتعلم ابن أبي جعد العلم سنتين فصار مفتي المدينة.

سجن السرخسي فألف المبسوط في ثلاثين مجلداً، وأبعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية ثلاثين مجلداً، وسجن ابن تيمية فأخرج الفتاوى ثلاثين مجلداً.

كان ابن الجوزي يكتب خواطره، وكان كتاب الفتح بن خاقان في جيبه ليقرأ كل وقت، وكان الخطيب البغدادي يطالع وهو يمشي، قال عمر بن عبد العزيز: [[إن لي نفساً تواقة، تاقت للإمارة فتوليتها، ثم تاقت إلى الخلافة فتوليتها، وهي الآن تتوق للجنة]].

كان أبو منصور الثعالبي يخيط جلود الثعالب فترقت به همته إلى أن صار أديب الدنيا، وكان الفراء يشتغل بالفراء ثم صار نابغة النحو، وابن الزيات كان يبيع الزيت ثم تولى الوزارة.

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ

وقال آخر:

همةٌ تنطح الثريا وحزمٌ نبويٌ يزعزع الأجبالَ

وقال:

لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتالُ

وقال الشاعر:

همتي همة الملوك ونفسي نفس حرٍ ترى المذلة كفرا

وقال آخر:

تريدين إدراك المعالي رخيصةً ولا بد دون الشهد من إبر النحلِ

وقال:

إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ فلا تقنع بما دون النجومِ

وقال:

ولم أرَ في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمامِ

وقال:

ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محببُ

وقال آخر:

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابرِ

وقال المتنبي:

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ

وقال ابن الرومي:

لولا لطائف صنع الله ما نبتت تلك المكارم في لحمٍ ولا عصبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>