للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنشدني محمد بن يحيى لأبي عيسى:

فارَقْتُ أُلاَّفِي وَخِلاَّني ... أَبكاُهُم الدَّهْرُ وَأَبْكاِني

لَمْ يُضِعِ الدَّهْرُ لَهُمْ وَاحِداً ... إلاَّ وَلِي مِنْ ذَاكُمُ إثْناِن

حدثنا أحمد بن يزيد قال لما عزم المعتمد على الخروج إلى الشام والموفق إذ ذاك يحارب الخائن بالبصرة، والدنيا مضطربة، أشار عليه أبو عيسى أخوه ألا يفعل، وحرص به، فأبى عليه، فقال أبو عيسى وعمل لحناً فيه:

أَقُولُ لَهُ عِنْدَ تَوْداعِهِ ... وَكُلٌّ لِعَبْرَتِهِ مُبْلسُ

لَئِنْ قَعَدَتْ عَنْكَ أَجْسادُنا ... لَقَدْ رَحَلَتْ مَعَكَ اْلأَنْفُسُ

ومن شعره:

إلَى اللهِ أَشْكُو ما أَرىِ منْ زَماِننا ... وَكَثْرَةَ ما فِيِه مِنْ الَجْورِ وَالظلُّمْ

وَأَنَّ الَمواِلى قَدْ عَلاهُمْ عَبِيدُهُمْكَما قَدْ تَعالَى الجَهْلُ فِيهِمْ علَىَ الْعِلْمِ

حدثني محمد بن يحيى بن أي عباد قال كان أبو عيسى بن المتوكل يؤثرني ويقدمني، وكنت أحب الاتصال به لفضله ودينه. وكان ربما قال الشعر كالمتفرج لقوله.

وكان قد كتب الحديث وحفظ العلم، وكانت تأتيه من المعتضد بالله فرائض، فكتب إلى كتاباً يقول فيه وقد اتهم بعض جلساء بالسعاية به، ممن كانت لأبي عيسى عنده أياد واصطناع وأنا

<<  <   >  >>