للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شعر مروان الأكبر على حرارته، ثم انتهى إلى عبد الله بن السبط وقد برد قليلاً، ثم إلى إدريس بن إدريس وقد زاد برده، وإلى أبي الجنوب كذلك، إلى مروان الأصغر وقد اشتد برده، وإلى أبي هذا متوج وقد ثخن لبرده، وإلى متوج هذا وقد جمد، فلم يبق بعد الجمود شيء.

ودخلنا إليه نهنئه ببرء من علته فأنشدنا لنفسه:

أتاِنَي بُرْءٌ لَمْ أَكُنْ فِيِه طامعِاً ... كَحَلِّ أسِيرٍ شُدَّ بَعْدَ وَثاقِهِ

فَإنْ كُنْتُ لَمْ أَجْرَعْ مِنَ اَلَموْتِ حَسْوَةًفَأبِّى مَجَحْتُ الْمَوْتَ بَعْدَ مَذَاقِهِ

وكنا نشرب بين يديه فتثاءب بعضنا فقال:

إذا فَتَحَ الْقَوْمُ أَفْواهَهُمْ ... لِغَيْرِ كَلامٍ وَلا مَطْعَمِ

فَلا خَيْرَ فيِهْم لِشُرْب النَّبِي ... ذِ وَدَعْهُمْ ينامُوا مَعَ النُّوَّمِ

ومن مختار شعر عبد الله في المديح، على أنه قد مر في المعتمد والمعتضد والمكتفي أشعار جياد، لا حاجة بنا إلى إعادتها:

فَكَّ حَرُّ الْوَجْدِ قَيْدَ الْبُكاءِ ... فَاعْذُرِينِي أَوْ لا فَمُوتِي بِدائِي

لَوْ أَطَعْنا لِلصَّبِرِ عِنْدَ الرَّزايا ... ما عَرَفْناه شِدَّةً منْ رَخاءِ

<<  <   >  >>