للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلْم تَحْوِها دُونَ مُسْتَوِجَبٍ ... وَلا صادَها لَكَ سَهْمٌ غَرَبْ

فَلا زِلْتَ تَبْقَى وَتُوقَى لنَا ... خُطوبَ الزَّمانِ وَصَرْفَ النُّوبْ

وقال في المعتضد بالله

عَرَفَ الدَّارَ فَحَيَّا وَنَاحَا ... بَعْدَ ما كانَ صَحَا وَاسْتَرَاحا

ظَلَّ يَلْحَاهُ الْعَذولُ وَيَابَى ... فِي عِنانِ الْعَذْلِ إلاَّ جِماحَا

عَلِّمُونِي كَيْفَ أَسْلوُ وَإِلاَّ ... فَخُدُوا عَنْ مُقْلَتَيَّ الملاَحَا

مَنْ رَأَى بَرْقاً يُضيء الْتَماحا ... ثَقَبَ اللَّيْلُ سَناهُ فَلاَحَا

وَكَأَنَّ الْبَرْقَ مُصْحَفُ قارِى ... فانْطبِاقاً مَرَّةً وَانْفِتاحا

فِي رُكامٍ ضَاقَ بالمَاءِ ذَرْعاً ... حَيْثُما مالَتْ بِهِ الرَّيحُ ساحَا

لَمْ يَزَلْ يَلْمَعُ باللَّيْلِ حَتَّى ... خِلْتُهُ نَبَّهَ فيه صَبَاحا

وَكَأَنَّ الرَّعْدَ فَحْلُ لِقاحٍ ... كُلَّمَا يُعْجِبُه الْبَرْقُ صَاحَا

لَمْ يَدَعْ أَرْضاً مِنَ المَحْلِ إلاَّ ... جادَ أوْ مَدَّ عَلَيْهَا جَناحا

وَسَقَى أَطْلالَ هِنْدٍ فَأَضْحَتْ ... يَمْرَحُ الْقَطْرُ عَلَيْهَا مِراحَا

دِيَماً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَوَبْلاً ... وَاغْتبَاقا للنَّدَى وَاصْطِباحا

<<  <   >  >>