للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَطافَ بِالدَّنِّ ساقٍ وَجْهُهُ قَمَرٌ ... فَشَكَّهُ بِسَريعِ الحَدِّ مَسْنُونِ

ذُو طُرَّةٍ نَظَّمَتْ فِي عاجٍ جَبْهَتِهِ ... مِنْ شَعْرِهِ حِلَقاً سُودَ الزَّرافِينِ

كَأَنَّ شَقَّ عِذارٍ شَقُّ عارِضِهِ ... عِيدانُ آسٍ عَلَى وَرْدٍ وَنُسْرِينِ

وقال:

صَحَوْتُ ولكِنْ بَعْدَ أَيِّ فُتونِ ... فَلا تَسْأَلوُنِي تَوْبَتِي وَدَعُونِي

وَدَبَّ مَشِيبيِ بَعْضُهُ نَحْوَ بَعْضِهِ ... فَأَخْرَجَني مِنْ أَنْفُسٍ وَعُيُونِ

وَأُفْرِدْتُ إلاَّ مَنْ تَصَنُّعِ خائِنٍ ... سَرِيعِ شَرارِ الشَّرِّ غَيْرِ أَميِنِ

وَخَمَّارَةٍ يُعْنَي الَمسِيحُ بِديِنِها ... طَرَقْتُ وَضَوْءُ الصُّبْحِ غَيْرُ أَمِينِ

فَلَمَّا رَأَتْنِي أَيْقَنَتْ بِمُعَذَّلٍ ... قَليِلِ بَقاءِ الْوَفْرِ غَيْرِ ضَنيِنِ

وَقامَتْ وَفِي أَجْفانِها سَقَمُ الْكَرَى ... تَفُضُّ بِكَفَّيْها خَواتِم طِينِ

فَلَمَّا رَآها اللَّيْلُ حَثَّ جَناحَهُ ... مَخافَةَ صُبْحٍ فِي الدِّنانِ كَمِينِ

كَأَنَّا وَضَوْءُ الصُّبْحِ يَسْتَعْجِلُ الدُّجَى ... نُطيرُ غُراباً ذا قَوادِمَ جُونِ

فَما زِلْتُ أُسْقاها بِكَفٍّ مُقَرْطق ... كَغُصْنٍ ثَنَتْهُ الرِّيحُ بَيْنَ غُصُونِ

لَوى صُدْغَهُ كالنُّونِ مِنْ تَحْتِ طُرَّةٍ ... مُمَسَّكَةٍ تُزْهِي بِعاجِ جَبيِنِ

وقال:

لا تَمَلاَّ حَثَّنا وَاسْقِيانا ... قَدْ بَدا الصُّبْحُ لنَا وَاسْتَبانا

<<  <   >  >>