للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخاطب غلاماً أمرد.

أيها اْلأَمْرَدُ المولع بِاْلهَجرِ أَفِقْ ما كَذا سَبِيلُ الرَّشادِ

فَكَأَنِّي بِحُسْنِ وَجْهِكَ قَدْ أُلبْ ... سَ فِي عارِضَيْكَ ثَوْبَ حِدادِ

وَكأَنِّي بِعاشِقِيكَ وَقَدْ بُدِّ ... لَتْ فِيهْمِ مِنْ خُلْطَةٍ بِبِعادِ

حِينَ تَنْبُو الْعُيونُ عَنكَ كَما يَنْ ... قَبِضُ السَّمْعُ عَنْ حَدِيثٍ مُعادِ

فَاغْتَنِمْ قَبْلَ أَنْ تَصِيرَ إلىَ كا ... نَ وَتَضُحيِ في جُمْلَةِ اْلأَضدادِ

أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدثني أحمد بن علي الأنباري قال كنا في مجلس يزيد بن محمد المهلبي بسر من رأي فجري ذكر أبي العبر فجعلوا يذكرون حماقاته وسقوطه فقلت ليزيد كيف كان عندك. فقد رأيته؟ فقال ما كان إلا أديبا فاضلاً ولكنه رأى الحماقة أنفق وأنفع له فتحامق، فقلت له أنشدك أبياتا له أنشدنيها فانظر لو أراد دعبل فأنه أهجى أهل زماننا أن يقول في معناها ما قدر على أن يزيد على ما قال، قال أنشدنيها فأنشدته قوله

رَأَيْتُ مِنَ الْعَجائِبِ قاضِيَيْن ... هُما أَحْدوثَةٌ فِي الْخافِقَيْنِ

هُما اقْتَسَما الْعَمَىِ نَصْفَيْنِ فَذًّا ... كَما اقتْسَمَا قَضاءَ الجْانِبَيْنِ

هُما فَأْلُ الزَّمانِ بُهلْكِ يَحْيَى ... إذا افْتُتِحَ الْقَضاءُ بِأَعْوَرَيْنِ

وَتَحْسِبُ مِنْهُما مَنْ هَزَّ رَأْساً ... لِيَنْظُرَ فِي مَوارِيث وَدَيْنِ

<<  <   >  >>