[٣٧١٠] من رجل لم يصبح الخ من الْبَيَان فَهِيَ إِشَارَة الى انه يَنْبَغِي للْعَبد ان يظْهر تقاصيره كَمَا يَنْبَغِي لَهُ ان يظْهر نعم الله تَعَالَى ان تعدوا نعْمَة الله لَا تحصوها (إنْجَاح)
قَوْله إِذا اتاكم كريم قوم فاكرموه لهَذَا الْكَلَام مَعْنيانِ الأول انه إِذا كَانَ شخص ذَا كَرَامَة فِي قومه بَان كَانَ رَئِيسا وَسَيِّدًا فيهم فاكرموه فَإِنَّهُ إِذا لم يُكرمهُ كَانَ لَهُ ولقومه ضغن وحقد مِنْهُ وَيحصل لَهُ الْأَذَى من جهتهم هَذَا إِذا كَانَ الْقَوْم جهلة وَلَكِن يَنْبَغِي ان يحمل هَذَا الْأَمر بالإكرام على مَا إِذا لم يحصل لَهُ ضَرَر فِي دينه فان تبجيل الْكفْر كفر وَفِي الحَدِيث من وقر صَاحب بِدعَة فقد أعَان على هدم الْإِسْلَام هَذَا إِذا كَانَ الرجل شَدِيدا فِي دينه كَمَا ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب الى هِرقل عَظِيم الرّوم وَلم يلْتَفت الى سلطنته واما إِذا كَانَ ضَعِيفا خَائفًا مِنْهُم الضَّرَر فِي جسده أَو مَاله فأبيح لَهُ اكرامه لقَوْله تَعَالَى الا من أكره وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان وَالثَّانِي مَا رَوَت عَائِشَة أمرنَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان ننزل النَّاس مَنَازِلهمْ فَمن جَاءَ سَائِلًا اعطيته كسرة خبز وَمن جَاءَ على فرس اكلته مَعهَا (إنْجَاح)
[٣٧١٣] فشمت أَحدهمَا هُوَ بشين وسين الدُّعَاء بِالْخَيرِ وَالْبركَة والمعجمة اعلاهما شمته وشمت عَلَيْهِ تشميتا واشتق من الشوامت وَهِي القوائم كَأَنَّهُ دُعَاء بالثبات على الطَّاعَة وَقيل أَي ابعدك الله عَن الشماتة وجنبك مَا يشمت بِهِ عَلَيْك قَالَه فِي النِّهَايَة فِي جَامع الْأُصُول وَمعنى الْمُهْملَة جعلك الله على سمت حسن وَهُوَ ان يَرْحَمك الله انْتهى وَقَالَ الْجَوْزِيّ بالشين الْمُعْجَمَة والمهملة رِوَايَتَانِ صحيحتان قَالَ تغلب مَعْنَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ ابعدك عَن الشماتة وبالمهملة من السمت وَهُوَ حسن الْقَصْد وَالْهدى وتشميت الْعَاطِس ان يُقَال يَرْحَمك الله انْتهى
قَوْله فَمَا زَاد فَهُوَ مزكوم أَي مَرِيض فَرُبمَا تكْثر تعطسه وحمده وَفِي الْجَواب عَنهُ كل مرّة حرج لَا سِيمَا مَعَ عدم تَجْوِيز التَّدَاخُل فِي الملجس وَيُؤَيّد مَا ذكرته مَا روى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ شمت الْعَاطِس فَمَا زَاد فَإِن شِئْت فشمته وان شِئْت فَلَا حَيْثُ صرح بالتخيير فَيَقُول النَّوَوِيّ فتستحب ان يدعى لَهُ لَكِن غير وعائه للعاطس وَقع فِي غير مَحَله إِذْ حَاصِل الحَدِيث ان التشميت وَاجِب أَو سنة مُؤَكدَة على الْخلاف فِي ثَلَاث مَرَّات وَمَا زَاد فَهُوَ مُخَيّر بَين السُّكُوت وَهُوَ رخصَة وَبَين التشميت وَهُوَ مُسْتَحبّ وَالله أعلم كَذَا فِي المرقات
[٣٧١٨] صَاحب مكس وَهُوَ من يَأْخُذ من التُّجَّار إِذا مروا مكسا أَي ضريبة باسم الْعشْر وَفِيه ان المكس أعظم الذُّنُوب وَذَلِكَ لِكَثْرَة مطالبات النَّاس ومظلماتهم وصرفها فِي غير وَجههَا طيبي